منذ 6 أيام
من خاف الله أخاف الله منه كل شيء
رأس الحكمة مخافة الله، وهي الحصن الحصين والمنجية من نار وقودها الناس والحجارة، بإذن الله، وقد قال الحسن البصري، رحمه الله: «من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن خاف الناس أخافه الله من كل شيء»، فبمخافته ننال العزة والمنعة والكرامة والهيبة، وبها نستدل على كل خير، تأملوا قول المولى عز وجل (رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه) (البينة - 8)، وكذلك قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) (الطلاق - 2 و3).
وقد قال حكيم: أتم الناس عقلا أشدهم خوفا لله تعالى، وقال آخر: خف الله كأنك تراه، فإن لم تره فإنه يراك، ولا يمنعنا ذلك من حسن الظن بالله، فحسن الظن بالمولى عز وجل مبدأ أساس في الإسلام، وهي عبادة وجدانية عظيمة، تنعكس على سلوكنا وتجعلنا أكثر تفاؤلا وسعادة واطمئنان، فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى (أنا عند ظن عبدي بي...) إن الخوف من الله ورجاء رحمته وعفوه واجب يلزم العبد التحلي بهما، فالعاقل الكيس لا يأمن مكر الله ولا يقنط من رحمته، فكما أن من صفاته الرحمة والعفو والمغفرة، فمن صفاته أيضا أنه ينتقم وأنه شديد العقاب (نبئ عبادي أني أنــا الغفور الرحيم وأن عذابي هــو العذاب الأليم) (الحجر- 49 و50).
إن مخــافة الله سراج القلب وما فارق خوف الله قلب أحد إلا خرب، وإنما يهاب المرء على قدر هيبته الله، وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله إذا خفته هربت إليه، وسبحان الله فكل الخوف خوف إلا مخافة الله فإنها سكينة وطمأنينة، وفي الختام يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
خف الله وارجوه لكل عظيمة
ولا تطع النفس اللجوج فتندما
وكن بين هاتين من الخوف والرجا
وأبشر بعفو الله إن كنت مسلما
ودمتم سالمين.